بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 16 مارس 2023

بهدو أخبرك / بقلم الأديب المبدع مجدي شاهين

بهدو أخبرك 
__________ 

دعيني أخبركِ شيئا 
لعل توهمك يزول عنكِ 
لن يزيدك العناد إلا قهرا 
فلن تجدي مني له رضوخا 
لو رأيت على رأسك تاجا 
فأنت في نظري إمرأة 
أراها قارورة دون تاجك 
لك تاج في قلبي و يدي  
أظهره لك عند نعومتك و لينك 
أما التعالي على حبي 
و واثقة أن ليس مني التخلي 
فذاك لا يدهشني و لا يفحمني 

تذوب القطرة من عليائها 
حين يحتضنها البحر عند نزولها 
يطمئنها أن أمانها في موجاته 
ترتع به و فيه عز و رخاء 
أو تسعد الزهرة بها 
فتزدادا رونقا 
أو تربو أرض قاحلة 
فتنبت الثمار و الأعناب 
فاعلمي أن التصنع عذاب 
فأزيحي عنك العذاب و اسلمي 
الفطرة منك هذا ما يسعدني 

لست مجبرة على إسعادي 
إن كنتِ غير بي راضية 
و لكن الحب رأيته في عينيك واضحا 
ثم انثنيتِ بزيف ناكرة له 
و قلبك فحواه العشق و الشوق 
آثرت تصنع الهجر 
و عيناك تراقبني 

حواء أنتِ ناقمة  ؟ 
غركِ عاشق باح لك 
بكل ما في وجده؟  
فعزمتِ على قهره؟  
لا والله خاب ظنك 
و أنتِ خاسرة 
لي من الحيل ما يقهرِك 
لكن قلبي لا يطاوعني 

ليت البصيرة تعاودك فتعدلي 
فموازين الغيط و الكيد 
راحت تندثر 
معي شموعا تنتظرك 
عندي خزائن تحتوي فيك جوهرك 
لي ذراعا الإهتمام و الخوف عليكِ 
فاطمئني لعشقي و الشوق لك مني 

بقلمي 
مجدي شاهين

أين العروبة / بقلم الشاعر المبدع كمال الدين القاضي

إني أصبْتُ بكلِّ حزنٍ قاتلِ 
بغيابِ أهلٍ للديارِ ومنزلِ

قدْهاجروا منْ نارِ وغدٍ ماردٍ 
عبرَ الهلاكِ إلى هلاكٍ مذهلِ

والجوعُ يعصرُ والنفوسُ حزينةٌ
والعرْبُ في صمتٍ وعين تمهَّلِ
  
هلْ ماتَ حسّكِ يا عروبةَ عزّة
فاليوم أنت  بدونِ حسٍّ مخْجلِ

والعرْبُ في فرحٍ وكلِّ مسرَّةٍ 
وسليلُ عرْبٍ  بات تحت المقصل 

 الغرْبُ طلَّ على الطريدِ بنظرةٍ
فيها  التكبٍّر عينٌ كلِّ تفضَّلِ

اين العروبةُ والدماءُ مجازرٌ 
والحٌرُّ مطرودٌ وعينٌ  تذلَّلِ

الشاعر كمال الدين
القاضي

الاثنين، 13 مارس 2023

موت الضمير / للشاعر المبدع كمال الدين حسين القاضي

هلْ  بعدِ موْتٍ للضميرِ منافعٌ
بمماتِ حسٍّ للضميرِ خرابُ
 
فالكونُ يحيا منْ خلالِ نزاهةٍ 
والحقُّ  في عينِ   الإلهِ يجابُ

موتُ الضميرِ على الجميعِ بليةٌ                    في  كلٍّ حينٍ والأنامُ ترابُ

والظلمُ نارٌ في كتابِ شريعةٍ
والعدلُ نور ٌساطعُ وشهابٌ
  
والمرءُ إنْ باعَ الضميرَ بنزوةٍ
قدْباعَ نفساً والمنالُ سرابُ

فالظلمُ أجحافٌ وموتُ ضمائرٍ  
والزورٌ قتْلٌ والجزاءٌ عقابُ
 
والمرءٌ إنْ أمضى بغيرٍ ضمائرٍ
  سيعيش ذلّاً واللقاءُ ضبابٌ

فالحقٌّ مطَّلعٌ وعينُ عدالةٍ
مابينَ خلْقٍ والقرارُ صوابٌ 

 الله يمْهلُ في عقابِ عبادهِ
 املأ  بهديٍّ والمنالُ ثوابُ
 

بقلم كمال  الدين حسين القاضي

الجمعة، 10 مارس 2023

غربة روح/للشاعرة جليلة فريدي

 ××غربة الروح ××

============


بقلم جليلة فريدي 

==============

غربة المشاعر ونبرة الحزن تعزف على أوتار قلبي المكسور .

أبلل حنجرة الوحدة بريق التمني من عطش غربة الروح .

وأقتات على فتات ما تبقى على موائدهم من ود واعتراف بالجميل ..

صقيع مشاعرهم جمد أطراف روحي ..

 لك كلماتي يا من توغلت في غابات أحزاني. 

 وتهت بين نجوم الليل تبحث عن قبس نور يضيء عتمة حياتي..


تجولت عبر الزمان بين فصول حياتي ..

بكيت على زهرات ربيع عمري الذابلة .

سنابل انكسر ظهرها وتعطي بسخاء .

لم تجد إلا وريقات منثورة على خريف عمر سابق الزمان..

أراقب اصفرار وذبول أوراق شجرتي الطيبة.. 

فجراثيم الخيبة والخذلان نخرت جذورها.. 

فانكسر عودها ونامت على صدر الأسى والتأسي. 

 مرت الفصول تباعا لم اعصر فيها سوى شجرة الصبر تروي ظمأ وجع السنين.

العمر قصير .

والحلم في مخاض عسير . 

وعلى طريق الأشواك أسير 

بروح ظمآنة وقلب كسير .

صدقوا أني قوية وداء الضعف ينخر وجداني .

غصت في يم الحياة دون قارب يحميني ..

  منفية في وطني وغريبة بين اهلي وأحبابي..


طلبت النجدة من الغريب 

تهت في الطرقات وبعد المسافات ..

 كيف يهدأ موج شطآني ويستسلم 

لضفاف أحضانه ؟؟

متى توصد نوافذ رياح الغربة في وجهي وتستقبلني قوافل همساته. 

متى نطمس لغز لا لقاء ولافراق؟؟؟

هي حفلة شواء قلب حتى الاختناق 

طالما احترقنا بلظى الاشتياق .

ولا نتقن لعبة لا التلاقي ولا الفراق .

بقلم/ جليلة فريدي /المغرب



أيا لغة العقيدة لا تنامي / للأديب الشاعر محمد الدبلي الفاطمي

أيا لغَةَ العَقيدَةِ لا تَنامي

أنا لغةُ الحضارة والكتابِ***أنا المطرُ المُحـــمّلُ في السّــحابِ
أنا الفُصحى بذكرِ الله تُتْلى***فتنْتفِضُ العقولُ من السّـــــرابِ
أنا البحرُ المُحيطُ بروحِ وحْيٍ***تعطّرَ بالهُدى عِـــطْرَ الصّـوابِ
أنا الإبداعُ ديناً وانتــــــساباً***أتوقُ إلى الفصــاحةِ في شبابي
فكيف تحوّلَ المنْطوقُ لغواً***وسيّدةُ اللُّـغاتِ بلا انتــــــسابِ؟
////
أنا عربــــيّةُ القرآن ذكرا***بياني في البـــــلاغةِ فاحَ عـــــــطْرا
يُعيّرني الضّعافُ بكلّ عجْزٍ***وَبِنْيةُ مَنْــــــطِقي تنْسابُ يُـــسْرا
بعلْمِ النّحْـــــو بيّنها رجالٌ***وأغْــــــــنوْا إرْثَـــــها أدباً وفـــكْرا
فجــــاءَ اليوْمَ قومٌ حارَبوها***بلَغْـــوٍ في التّواصلِ صار جهْــرا
فهل نسيَ الشّبابُ لسانَ مجْدٍ***أقامَ حضـــارةً برّاً وبــــــحْرا؟
////
لساني في الحديثِ لسانُ ضاد**وديني في الهُدى دينُ الرّشادِ
تعقّبني التّـخلّفُ منْ قرونٍ***ولاحَقـــني التّدهورُ في بـــلادي
وسعتُ كتابَ ربّ العالميــــنَ***وعندَ الأهل قد كــثُرَ انتـقادي
رَموْني في الشبابِ بكلِّ عُقْمٍ**وفي التّدريسِ قدْ عَبـثوا بزادي
فأضْحى في الورى ذكْري ضعيفاً***وعُطّلتِ العزائمُ في العـبادِ
////
أرى الفُصحى بثرْوَتِها تجودُ***وسِحْرُ الضّاد يعْشَـــــقُهُ الوجودُ
ورثنا العلم في القرآن فقهاً***وفيه الوحيُ يــــــــطبعُهُ الخلودُ
كتابٌ بالبيانِ أتى صريحــاً***فبانَ الحقُّ وانهزمَ الجحـــــــــودُ
وجاء الفتحُ بالفتوى مُبينـــــــاً***يؤازرُ نصرهُ الصّــــمدُ الودودُ
وقد أضحى به الإسلامُ شمساً***أشعّةُ نورها نِعَـــــــــمٌ وجودُ
////
أيا لغة العَقيدَةِ   لا تنامي***فإنّ الــــــنّوم أثّــــرَ في الأنـــام
أريدُك أن تعودي عند أهلـي***وحرفُكِ في الرّفيعِ مــن المـقامِ
فأنتِ الأمنُُ في وطني وديني***وأنت النّورُ في غَسـقِ الظّلامِ
أُحبّكِ حُبَّ أمّـــــي في فؤادي***لأنّكِ في فـــمي مسكُ الكلامِ
ولنْ أختارَ غيـــــركَ يا لساني***لأنّي قد عشـــقتُكَ في غرامي
محمد الدبلي الفاطمي

أغلى الناس / للشاعر المبدع طارق الصبيح الخالدي

أغلى الناس 
🌹🌹🌹🌹

بكتَ العيونُ على رحيلكِ و ارتَدَتْ
بـعـد الـرَّدى ثـوبَ الـحدادِ رمـوشُ
حـطَّـمتِ قـلبي لـيلةً ، و جـميعُ مـا
دكَّ الـحـشا بـعـد الـحُطامِ خُـدوشُ
مـاتـتْ شـرايـيني و أَبْـهَـرُ خـافقي
مــا ضـرَّهـا بـعـدَ الـمـماتِ نُـعـوشُ
أُصـغي إلـى صـرْخاتِ صمتٍ هزَّهَا
و كـأنَّـهـا بــيـنَ الـعِـظَـامِ وحــوشُ
طــرَّزْتِ مــا حـولـي بِـلَـيلٍ دامـسٍ
بـعدَ النَّوى .. كـيفَ الفؤادُ يعيشُ
إنْ كـانَ تـاجي صـارَ تحتَ بسيطةٍ
فـوقَ الـثَّرى .. مـاذا تُـفيدُ عـروشُ
هـذي رسـالةُ مـهجتي كـي تـعرفي
أنَّ الــزَّمــانَ بـلـوعـتـي مــفــروشُ
فـحـجارةُ الـمـثوى لهيبٌ حارقٌ
و كــأنَّـهُ بـلـظـى الـــرَّدى مـنـقوشُ
تـغـلي الـدِّمـاءُ إذا لَـمَـسْتُ رِجـامَهُ
فـي داخـلي صوتُ الدِّماءِ كَشِيشُ
و كأنَّهُ مـــــاٌ كئيبٌ قـــاتــمٌ
يــسـري الـنَّـجـيعُ كـأنَّـهُ مـغـشوشُ
فـي تـربةِ الـرَّمسِ الـحزينِ حـلاوةٌ
وجـهُ الـتَّرابِ عـلى الـمزارِ بَشُوشُ
شوقاً إليكِ يسوقُني نبضُ الحشا
مــا ردَّ عـزمـي لـلـمجيء جـيـوشُ
آتــي لأنـهـلَ مــن تـرابِـكِ نـبـضتي
كــي يـسـتفيقَ فـؤاديَ الـمجروشُ
كــي أسـتظلَّ بِـفَيءِ روحِـكِ دائـماً
و كــأنَّـهـا فـــوقَ الـقـبـورِ عــريـشُ
كـــي أســتـردَّ رفاتَ لـــبٍّ تـائـهٍ
لــولا زفـيـرُ الــرُّوحِ مـنـكِ يـطيشُ
كـنتِ الـحياةَ بـأسرِها.. كـنتِ الدُّنا
فـالـكلُّ بـعدَكِ في الحياةِ رُتُـوشُ
فـلـتعذريني فــي سـيولِ مَـذَارفي
إنَّ الــمــذارفَ كــالـقلوبِ تـجـيـشُ
جـفَّ الـوريدُ و جـفَّ نبعُ عواطفي
إنَّ الـفـؤادَ بــلا الـوصـالِ جَـمِـيْشُ
♥️🌹طارق الصبيح الخالدي🌹♥️

ليل ومدفأة / للأديب المبدع جرجس لفلوف

ليل ومدفأة.
قمر نائم في حضن الضباب
السماء تزفر زمهريرا
الغيوم السوداء تبكي ثلجا
مائدة تحمل كأسا بلون الورد
وشمعة ينطق لسانها كلمة تبدد العتمة
ثلاث زهرات بألوان الزمن السابق واللاحق
 رأس مكلل بتأج أبيض 
يجلس وحيدا يعزف ألحانا كئيبة
قبل فم الكأس فهبط الحلم إلى قلب الذاكرة
تدحرجت دمعة ليزرية من فم الكأس
أنعشت نبضات القلب وروح الحلم مر يضيء العتمة وصوت يصرخ (لماذا البكاء؟)
 سقطت دمعة معلقة على الأهداب  
تكتب على حافة الوعي كلمة الجواب
(على زمن ضاع بين الواقع والخيال
وحلم ينوس بين الحقيقة  والأسطورة ) 
 بين عتمة الليل وحكاياته
وبين السؤال والجواب وأحلام الليل 
جرجس لفلوف سورية

رمز الوجود / للأديب الشاعر عبد الستار العلي

(رمزُ الوجودِ)
منْ  كانَ غيركِ للمعالي سلَّمُ
انتِ الوجودُ مدادهُ يتوسمُ
هذي القوافي في رحابكِ ترتدي
ثوبَ الكرامةِ والأبا لا يهرمُ
لولاكِ ما هبَ النسيمُ مضاحكاً
ثغرَ الورودِ نديةً تتبسمُ
هذي النفوسُ فأنتِ  سرُ نعيمها
أذ انتِ عشقٌ هائمٌ يترنمُ
يهنيكِ في عيدٍ تجلى صبحهُ
تشدوهُ انغامُ الطيورُ فتغنمُ
ألفُ وياءٌ من بحوركَ أُغدقتْ
والشعرُ فيكِ مغرمٌ ومتيمُ
في كلِّ حينٍ أذ نراكِ كريمةً
كفٌ نديٌّ بالبشاشةِ يطعمُ
لذنا صغارٌ أو كبارُ بحضنهِ
عشقٌ تربى لايشيبُ ويهرمُ
من عطركِ الذاكي تطيبُ نفوسنا
ورضابُ ثغركَ بالتطببِ مفعمُ
إني ألفتكِ منذُ صاحبني الهوى
ماعادَ صبري في ودادكِ يكتمُ
لولاكِ ما عاد َ الوجودُ يروقُ لي
فضلتِ أمٌّ ذاكَ فخرٌ تكرمُ
الاستاذ/الشاعر والاديب /عبد الستار العلي

زورق الأقدار / للأديب الشاعر حكمت نايف خولي

زورَق ُ الأقدار
في خفايا النـَّفس ِ في الأغوار ِ في القاع ِ السَّحيق ِ
في ُكـهـوف ٍ مُقـفِرات ٍ في دُجَى اليأس ِ الـمَحيـق ِ
فــي أعـاصـيـر ِ الأمـانـي مـن رُعــود ٍ وبُــروق ِ
تـهْــت ُ مـنهـوكا ً مُـدَمـَّى بـيـن َ أهْوال ٍ َوضِيــق ِ
بَـيـن َ أشـواك ِ الرَّزايــا لاحَ في الأفــْق ِ طريــقي
***
زورَق ُ الأقـــدار ِ يَـمـضـي لا يُـبـالي بالـر ِّغاب ِ
يَمسَح ُ الأكـوان َ بَحْـثـا ً َخلـف َ أسدال ِ الضـَّباب ِ
يَمْخُــر ُ الأزمان َ يَستجْـلي مَضامـيـن َ الـكـِتــاب ِ
ثـمَّ يَـروي فـي سُـطـور ٍ مـا َتـخفــَّى في حِجــاب ِ
كــل ُّ َشــيءٍ يَــتـوالـى مـــن حِـسـاب ٍ لــعِــقـاب ِ
***
أنــا في الأرض ِ غريب ٌ سائِح ٌ بين َ العـُـصـور ِ
كــم ْ َتأمـَّلـت ُ كياني في مَـحَـطـَّا ت ِ الـدُّهـُـــور ِ
قد َسكـنـتُ الكوخ َ دَهْــراً وزمـانـا ً في الُقـصور ِ
وجَرَعْت ُ الـُمرَّ عمـرا ً بعد أن فا ضَ حُـبوري
هل ْ أنا في الكون ِ سِرٌّ أم ظِلا ل ٌ من ُغـــرور ؟
***
هل ْ أنا في الــَكون ِ ُنور ٌ أم َكَيان ٌ من هَـبـاب ِ
هلْ َتــكـَـَّونـْت ُ اعْـتـِباطا ً ِبِـَقرار ٍ من ر غاب ِ
لأعــيـش َ الـعُـمـرَ َقـهـرا ً من عَذاب ٍ لِعَذاب ِ
وسِياط ُ الوَعي ِ ُتدْميني وُتذ ْ كي في وِصــابي
ثـمَّ أمضي َكهَوام ٍ َغاب َ في وَحْـل ِ التــُّــراب ِ
***
أنا لا أرضى لِنفـْسي السَّير َ في الدَّرب ِ المُخيب ِ
كم سألت ُ الأرضَ عَـنـِّي هل أنا منك ِ ؟ أجيــبي
فأجابت ْ لستَ منـِّي لسـت َ من كــوني التـَّريبي
لســت َ من طـين ٍ وماء ٍ .أنت َ من نور ٍ َغريب ِ
أنـت َ من عَقـْـل ٍ َتدنـَّـى فارَتدى ثوب َ الذ ُّنوب ِ
***
جَوهَرٌ من عالَم ِ الأقداس ِ في الكون ِ البعيـــــد ِ
جَوهَرٌ حُــرٌّ َطـلـيـقٌ دون َ أســر ٍ أو ُقــيــود ِ
جَوهَــر ٌ دون َ كـيـان ٍ أو ُوجـود ٍ فــي حُــدود ِ
قد تهاوى لـلصِّراع ِ الـُمـر ِّ في الـجِّسم ِ الـبَـليــد ِ
وارتـَـضى المِجْـمَـرَ دربــا ً لِـبـِـنا فرد ٍ فريــد ِ
***
عَـبْـرَ أزمان ٍ َترَد َّى فـي سَـراديـب ِ الـجحيـم ِ
وَتلـظــَّى في لهيب ِ اليأس ِ والشـَّـك ِّ الذ َّمـيـم ِ
في انحِدار ٍ وَتسامي وامـتِـحان ٍ مُستـَــديــم ِ
عَبَرَ الأجْواء َ مَعْصورا ً َتـصفـَّـى للنـَّعـيــم ِ
عَــادَ مَحْمولا ً ِبكـف ِّ النـُّور ِ من دُنيا الأديم ِ
***
زورَقَ الأقدار ِ مرحى قد وعَيت ُ الدَّرسَ منك َ
كـم ْ َقسـا الد َّهْر ُ وأدمى فتجنَّيتُ عليكَ
وَتخـيَّـلت ُ ِجراحي وهُـمومي مــن يَــَد يــك َ
فإذا القسْـــوة ُنعْمى وهُــدى ً مـن َشـَفـتـَيـك َ
تـعْـصُرُ الـرُّوح َ رَحيـقـا ً صافـيا ً يهفو إلـيـكَ
حكمت نايف خولي

التنمر / للأديبة الشاعرة زكية أبو شاويش

هذه مشاركتي المتواضعة :
التنمُّر ____________________البحر : الوافر
دعوتُ اللهَ أن يبقيكَ ذخرا ___أيا من جئتَ تبدي منك عذرا
فلا كانت مشاحنةٌ تؤدي ___لقطعٍ إذ أرتكَ النَّجمَ ظُهرا
لقد فاهت شفاهٌ بعدَ صمتٍ ___بما يزري وكان القولُ كفرا
وما في القلبِ فاضَ على لسانٍ ___ بكلِّ بذاءةٍ تصليكَ قهرا
إلامَ الخلفُ والأحداثُ تجري ___بمن جرحوا ، أكانَ الشَّتمُ نصرا؟!
ألا إنَّ  الأمانَ يديمُ ودَّاً ___ وشرُّ الخلقِ يلعقُ ما أضرَّا
...................
أراكَ ندمت أن آويت شرَّاً ___ليخلصَ من بذيءٍ كالَ جمرا
لقد أنقذتَ روحاً من سعارٍ ___أرادَ الفتكَ لو أسلمتَ مُهرا
فقد قدحت عيونٌ بعدَ حصرٍ ___وما في الكونِ من وصلٍ أسرَّا
فحمدًا للذي أعطاكَ فهماً ___وصبراً قد أدامَ لك المقرَّا
لقد حُرِقت بيوتٌ من عدوٍّ ___تصيَّدَ كلَّ خيرٍ رامَ  نشرا
وأنت اليومَ لا تبغي انتقالاً ___عن الجيران إذ أمضيتَ عمرا
.....................
وأخلاقُ الكرامِ لها امتدادٌ ___على مر العصور كمن أبرَّا
وللأجيالِ ما يعلي  مقاماً ___من العلمِ الَّذي أمضى وكرّا
فهل كانت جراح في قلوبٍ ___تريدُ تنمُّراَ والحقدُ جرَّا
مشاكلَ في عرينٍ قد تخلَّى ___عن الأذناب إذ زاروه عصرا
وكظمُ الغيظ شيمةُ كلِّ حُرٍّ ___ترفَّع عن حسودٍ رامَ كسرا
وفي نفسِ الكريمِ جرى حياءٌ ___من المولى وكانَ النَّصرُ صبرا
....................
وتلكَ كآبةٌ تعلو وجوهاً ___لمن تركَ التَّعلُّمَ واستمرَّا
بكلِّ جهالةٍ يمضي حديثاً ___ عن الأوزارِ والجسم اقشعرَّا
ويخلطُ كلَّ مجهولٍ بغيبٍ ___كمن في النَّصبِ كان لهُ مَمَرَّا
يضيقُ الصَّدرُ من وهمٍ وشكٍّ ___يعادي كلَّ مظلومٍ تجرَّا
على نقدٍ لمن زرعوا شقاقاً ___وما من حاكم أعطاكَ سرَّا  
فصلِّ على النَّبيِّ وكلِّ صحبٍ ___ أداموا الودَّ من خيرٍ تحرَّى
.....................
الجمعة 18 شعبان 1444 ه
10  مارس 2023  م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام